31 عامًا ربما

في هذا اليوم -الخامس من مايو- أحتفل بذكرى مولدي التي قد لا تعني لأحدكم شيئًا ولكن، هي فرصة للوقوف قليلا والنظر إلى أهم المحطات خلال دورة فلكية كاملة.

مُنذ عامٍ، كانت العزيمة أن أصلَ أخيرًا إلى المحطة النهائية -مانشستر- لأتم معادلة الشهادة وتبدأ قصة جديدة من رحلتي العلمية تحت مظلة الطب البشري، وقد وفقني اللهُ لهذا وأنا له من الشاكرين. مرّ عامٌ تملأه السعادة والإنجازات والأرقام القياسية، وبالطبع بعض المحطات التي ربما نُخصص لها مقالًا أسودًا يليق بحزنها، لكن ليسَ اليوم.

مضى عام لم أكن فيه بينَ أهلي وأصدقائي سوى في شهريهِ الأخيرين، ولي في هذا نصيبٌ كبير من السعادة والذكريات والوقفات الطيبة. أيضًا، وعدتكم في السنة الماضية أنني ربما أكتب هذا المقال وأحدثكم عن قصة زواجي، وللأسف، سنضطر لتأجيل هذا مرة أخرى -أخيرة ربمَا.

ما يبدو غريبًا على البعض، هو أنّ العمر مصيدة للاحتفالات، وأن المعاني تتقلص كلما مرّت أيامنا تواليًا. فعلى سبيل المثال، فرحة عيد الميلاد كانت دائمًا مُميزة ويومٌ أبدو فيهِ شخصًا مُتهيئًا للقاءِ ضيفِ ما، ولكن بالنظر إلى آخر السنين، أصبح بريق هذه المُناسبة أخفت، ومحاولة التمثيل تحتاج جهدًا أكبر. بالطبع لا أقصد أن أُفسد هذه المُناسبة على أحدٍ، ولكن لشخصٍ مثلي، أوّد نشر ما يعني أنّك لستَ وحيدًا يا عزيزي.

في نظري! يبدو أحد أهم الأسباب هو التفاتي لما سبق! فإن أحصيت من كان موجودًا حولي مُنذ سنة، ومن كان موجودًا مُنذ سنتين، ومن هم حولي الآن، لوجدتُ اختلافًا كبيرًا، وهذه سنة الحياة بالطبع ولكن! كأن من يرحل، يختزلُ جزءًا من فرحكَ ويأخذهُ معه وتقف من بعد ذلك منقوصًا، تريدٌ الشيء ولا تناله. وللجواهري أبياتٌ يقول فيها: أرقبُ الصبحَ مَوْهناً .. ودجى الليلِ مَوْهنا .. لا صدى هاتفٍ يَرِنُّ .. ولا الجرسُ مؤذنا .. وأُصالي على الطريق .. وجوهاً .. وأعينا .. ظَنَّةً أن تكون أنتِ .. وحسبي تظننا.

لنعد للفرح، أشكر من كان هُنا، أشكر من حاول تهنئتي عن بعدٍ أو بشكلٍ غير مُباشر، أشكر من كان حاضرًا قبل أيام، أشكركم جميعًا، هو عامٌ آخر سأتمنى فيهِ ألا أخسرَ فيهِ أحدًا بعد الآن وأن أستمر وإياكم في تسطير نجاحاتنا علّها تكونُ يومًا ما منارةً تدل من بعدنا إلى ما كُنّا عليهِ.

أضف تعليق

بدء مدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑